ـ تـمـرّ أيّامـنا من بين أيدينا,من أمامنا إلى خلفنا ,ربيعها صيفها خريفها
و شتاءها لا تتوقف,إلاّ انّنا نظن أحيانا أنّها تتوقف.إذا ألمّ بنا شيئ من
الرّزايا, يحلّ الحزن غيمة سوداءا لا تمطر و لا ترحل,تحجب وجه النهار
و تزيد من حلك اللّيل ,إلى أن يتلاشى خيطا خيطا.لكن ريثما يتزحزح
هذا المارد المارج الجاثم على صدري ,أحتاج إلى الشعور بيد تمسك
بيدي مسكا لطيفا و تقول:أشعر بك,ستزول...ستزول, و إلى حضن
دافئ يضمّني ضمّا واسعا يحتويني, و يقول:كن قويا...عهدي بك أقوى,
فيمُدّني ببعض قوّتي. ترى هذه الشجون التفّت حول كلّ معالمي ,
غيّبت تفاصيل وجهي, بَرَتْ قُليبي صيَّرته رقيقا شفّافا, تُقلِّب عليه
المواجع كلمة فتجاريه مقلتاي عَبرات . أرحل بأفكاري بعيدا , أبحث
عمَّ كان لي من مكان فلا أجد المكان كما كان ,كأنّه رحل المكان عن
المكان و حلّ مكانه مكان , و أعود خائبا طريدا, لأنّ ذلك الفرح في
كلّ مرّة يدعو مَن حولي و يَسْتَثنيني , فينساب من هذا الفؤاد
صوت مبحوح يهتف :هذا الفعل لن يُثنيني , و يوما ما سيُثْني عليَّ
هذا الذي يُقصيني فيُدنيني.
هـــــــــــــــمـــــــــــــــــســــــــــــــة فـــــــــــــــرح