همسة فرح Admin
المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 27/10/2011
| موضوع: صـوت صـفـيـر الــبـلبـل الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 10:01 pm | |
| كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره ,وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله غلام يحفظ من مرتين ،و جارية تحفظ من ثلاث .. كان الشاعر يكتب قصيدة طويلة ، يدبجها طول ليلة وليلتين وثلاث.فيقول له الخليفة : إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا ، وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له ..ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية فتقولها كاملة .. فيشك الشاعر في نفسه ..وهكذا مع كل الشعراء .. فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم .. فقال : دعوا الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره .. فقال الخليفة : أتعرف الشروط .. قال : نعم .. قال : هات القصيدة ..
فقال : صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ***هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ الماءُ وَالزَهرُ مَعاً***مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي ***وَسَيِّدِي وَمَولى لِي فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي***غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ ***مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ فَقالَ لا لا لا لا لا ***وَقَد غَدا مُهَرولِ وَالخُوذُ مالَت طَرَباً*** مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت***وَلي وَلي يا وَيلَ لِي فَقُلتُ لا تُوَلوِلي***وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي قالَت لَهُ حينَ كَذا *** اِنهَض وَجد بِالنقَلِ وَفِتيةٍ سَقَونَنِي***قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي شَمَمتُها بِأَنَفي*** أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي*** بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي*** وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب***طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي*** وَالرَقصُ قَد طابَ لِي شَوى شَوى وَشاهشُ*** عَلى حِمارِ أَهزَلِ يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ***كَمَشيَةِ العَرَنجلِ وَالناسِ تَرجم جَمَلِي*** فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع***خَلفي وَمِن حُوَيلَلي لَكِن مَشَيتُ هارِباً***مِن خَشيَةِ مُبَجَّلِ يَأمُرُ لِي بِخَلعَةٍ***حَمراء كَالدَم دَمَلي أَجُرُّ فيها ماشِياً***مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي***مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت***يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي أَقولُ فَي مَطلَعِها***صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
رابط القصيدة: https://youtu.be/9OmkBhw_HTc
*********** | |
|