أرى الـــنــاس كــالأزهــار
* ـ سألتني إبنتي يوما حائرة ,أماه لما تحبين الأقحوان و تفضلين على
الورود الأزهار ؟.أجبتها باسمة أي بنيتي .الورود صنف من الأزهار ,و أنا
أجد الأزهار كعامّة الناس و خاصّتهم تماما .غالب النّاس أقحوان حسن
الشّكل خفيف العطر مقبوله سار منظره متواضع نافع لغيره يعيش
جماعات لا فرادى .الفل و الياسمين كالأطفال نبض الحياة على
الأرض ,في بياضها صفاء نفس و براءة لا يعرفون الشّر إطلاقا, يملؤون
علينا حياتنا ,يخفّفون عنّا أحزاننا و يبعثون في أنفسنا الأمل تَزينهم
الكثرة ولا تعيبهم .النّرجِس و البنفسج و القرنفل و الزّنابق كالمتميّزين
من الناس بالعلم أو الدّين ,نفعهم لغيرهم دفاق و أثرهم بعدهم باق.
ومن الأزهار أيضا جميل الشّكل نتن مرّ مذاقه لا نفع فيه ينتشر على
أطراف الطرقات لا يباع و لا يشترى ,كالفسقة و الكفرة و الفجّار.
العملاقة من الأزهار نادرة نتنة الرّائحة عديمة النفع تقتات على
الحشرات لا تعيش إلاّ في الأدغال كالجبابرة و الطّواغيت .ومن الناس
من يشبه البشر و ليس ببشر في معناه شبيهه الفطر ,لصيق بالأرض
شيمته عالة على غيره معيشته سام كلّه إلاّ قليله .أما الورود فامرأة
عفيفة تردع من رام العبث بها بأشواكها ,أريجها أخلاق من عفّة و
حياء ,مستعلية بجمال روحها تعيش فقط في الأماكن الخاصّة بها
تتطلب عناية أكثر من غيرها لا يقتنيها إلا من عرف قدرها .لذلك
اختار النّاس أن يتهادوا أزهارا للتّعبير عن مشاعرهم .
**************************** ـ عفيفة ـ